يتناول هذا الكتاب ظهور
كوكب الأرض إلى حيز الوجود في صورة شظايا تجمعت حول الشمس منذ 4.5 مليار سنة ،
أما نشأة البشر فلم تكن سوى في الألفي سنة الأخيرة ، وإذا مثلنا الزمن منذ تكون
الأرض بأنه 24 ساعة ، فإن الجنس البشري يكون قد ظهر خلال الثلاث ثوان الأخيرة ،
وحتى اليوم لاتزال الأرض نظاما ديناميكيا معقدا لا يمكن للعلماء أن يدَّعوا
فهمهم الكامل له، وأكثر ما هو مجهول هو التغير المناخي الذي يمكن تحديده بتوزيع
السحب والأنشطة البركانية وتيارات المحيطات، ويوضح أن العلم المنفرد والأكثر
إثارة وإرباكا للعقل وهو علم الفضاء، حيث كشفت دراسات لحركة النجوم عن وجود
كواكب في مدارات حول بعض النجوم مثل الكواكب التي تدور حول الشمس ، وبعد قرون من
الملاحظة غامر الإنسان بالخروج إلى الفضاء لمواجهة ما فيه من عجائب ، وفي
المستقبل القريب سيوجه رواد الفضاء أنظارهم إلى كوكب المريخ.
مثلما كان الإغريق القدماء سبب اكتشاف علم الأحياء ، إلا أننا ندين
للعلماء الإغريقيين بالإمتنان في اكتشاف علوم الطب أو العلاج مثل
"أبقراط" الذي يشار إليه باسم "أبو الطب" وقدموا قسما باسمه
وهو تعهد بممارسة أخلاقية لمهنة الطب ومازال الأطباء حتى يومنا هذا يقسمون بهذا
القسم ، و"جالين" الذي وضع أساس المنهج العلمي للرعاية الطبية من وصف
الأدوية بدلا من الوصفات الشعبية والخرافات.
علم الفيزياء من العلوم الأكثر أهمية ، حيث ينظم مسلك المادة
والطاقة في المرحلة الأولية ، وعلم الفيزياء يقسم إلى تخصصات، مثل (الميكانيكا
والحرارة والضوء والصوت والكهرباء المغناطيسية) ، ومع اكتشاف نظرية الكم
والنظرية النسبية أدى إلى الجمع بين هذه
التخصصات والتي أحدثت تحولا كبيرا في الطريقة التي ننظر بها إلى الجسيمات غير
الذرية ، وقد كشفت نظرية الكم عن وحدة جديدة داعمة للفيزياء "نظرية كل
شئ" يأمل العلماء أن تؤدي إلى الكأس
المقدسة للفيزياء
وعلم الكيمياء مشتق مباشرة من علم الفيزياء، فعلماء الكيمياء الأوائل ظهروا في
مصر القديمة عام 2000 ق.م وأتقنوا وسائل كيميائية لاستخلاص الأدوية من النباتات
، أما الكيميائيون القدماء في الغرب اعتقدوا إمكانية تحويل المعادن البخسة إلى
ذهب ، وهذا لا يمكن حدوثه، إلى أن جاء العالم الفرنسي "أنطوان
لافوازيه" في أواخر القرن الثامن عشر مبشرا بعلم كيمياء جديد يقوم على
المبادئ العلمية الصارمة ؛ حتى ظهرت نظرية الذرات لتحدد الخواص الذرية للعناصر
الكيميائية ، وكان هذا ميلاد الكيمياء الحديثة.